المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (1-3)

المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (1-3)

  • المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (1-3)

اخرى قبل 4 سنة

المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (1-3)

د.عبد الرحيم جاموس

    إن المتابع لتطورات الصراع العربي الإسرائيلي لم يتفاجأ بقرار الرئيس دونالد ترامب يوم 06/12/2017م بإعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وإعتماده قرار نقل سفارة بلاده إليها، كما لم يتفاجئ بما تضمنته صفقة القرن التي أعلنها يوم 28/2/2020م بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني رغم إدراكه لخطورة هذا القرار والإعلان وما يمكن أن يحدثه من رد فعل على كل المستويات المحلية والدولية، وما يخلفه من أحداث دامية، إضافة إلى تدمير كل الجهود الدولية لإقرار السلام في المنطقة.

ومن أجل إدراك حقيقة الأمر، وما تمثله القدس كحلقة مركزية في الصراع، وكي يقف الجميع على أبعاد هذا الإستهداف المبرمج لهوية القدس ومقدساتها فإننا نعرض هنا له في سياق بعده التاريخي فقد فتحت القدس في السنة الخامسة عشر للهجرة والموافق للعام 636م في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه وكان هذا نهاية لحكم الرومان لبلاد الشام ومن بعدها مصر وشمال إفريقيا وعنواناً لنهوض الدولة العربية الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة ومن بعدها، الحكم الأموي، والحكم العباسي، فالحكم العثماني، لقد كانت البلاد العربية مستباحة لحكم القوى الدولية قبل ذلك من الإغريق، والفرس، والرومان، وكانت القدس دائماً هي الهدف الأسمى لتلك القوى السائدة على مستوى العالم والإقليم، فكانت القدس هي المؤشر والبوصلة لحالة الإقليم، ومن بعد للحالة العربية والإسلامية، عندما يقوى العرب والمسلمون تكون القدس المحررة عنواناً للقوة العربية والإسلامية، وعندما تحتل القدس من قبل القوى الأجنبية، فإنها عنوانٌ لحالة الضعف والتفكك التي تكون قد إعترت الإقليم العربي أو الإسلامي، ما يتيح للقوى الكونية المسيطرة إخضاع القدس لسيطرتها ونفوذها وحكمها، ففي القرن الحادي عشر الميلادي وهنت الدولة العباسية وتقسمت بين الولاة والسلاطين ما أتاح للأطماع الغربية الصليبية إعادة إحتلال القدس في العام 1093م، وأستمر هذا الإحتلال إلى أن إستعادت الأمة قواها وقدراتها في عهد الحكم الأيوبي لمصر على يد صلاح الدين الأيوبي وجرى تحريرها إثر معركة حطين في العام 1187م، وكانت بداية إنهيار الحملات الصليبية على العالم العربي وتحرير سواحل الشام ومصر وفلسطين من الحكم الصليبي الذي إكتمل على يد المماليك في عام 1238م، وباتت المنطقة تحت الحكم العربي الإسلامي المستقل، والذي إنتقلت رايته للدولة العثمانية بعد إنهيار الدولة العباسية، وأستمرت القدس تحت الحكم العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، حيث وقعت القدس وفلسطين تحت الإستعمار البريطاني يوم 06/12/1917م، الذي تعهد بتنفيذ المشروع الإستعماري الصهيوني بإقامة الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، وما كان لبريطانيا أن تقدم على تنفيذ هذا المشروع الإجرامي وغرس هذا الكيان الغريب والبغيض في قلب الوطن العربي لولا حالة الضعف والتفكك التي آل إليها العرب خاصة، والمسلمين عامة، وقد إكتملت حلقات هذا الإستهداف في العام 1948م، بإقامة دولة إسرائيل على مساحة

 78 % من أرض فلسطين بدون القدس، ليكتمل  العدوان الإسرائيلي في حرب حزيران من عام 1967م، رغم المقاومة الفلسطينية الشديدة والعربية لإقامة الكيان الصهيوني طيلة عهد الإنتداب البريطاني، إلا أنها لم تحل دون سقوط فلسطين والقدس تحت سيطرة الصنيعة الإستعمارية الغربية وإقامة (إسرائيل) في المنطقة، ومع ذلك لم يتوقف الفلسطينيون عن مواجهة هذا المشروع، بشتى الوسائل الكفاحية المسلحة والشعبية، ولم تخفِ دولة الكيان الصهيوني أطماعها واستهدافها للمقدسات الإسلامية في فلسطين منذ اليوم الأول لوقوع فلسطين والقدس تحت سيطرتها، وفي مقدمة ذلك استهداف المسجد الأقصى المبارك بالتدمير والتهويد.

..يتبع

 

التعليقات على خبر: المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (1-3)

حمل التطبيق الأن